ما سبب تكذيب المشركين بالبعث , اهم اسباب تكذيب المشركين

هنالك العديد من الاسباب التي تجعل العديد من المشكرين يقولون ان

يس هنالك بعث كذلك لا يعارفون بقيام الساعة او يوم القيامه و لذلك

اختاروا عباده الاصنام للقيام بما يحلو لهم و كذلك على هواهم و رفضوا

البعث لانهم رفضوا اتباع الدنيا و اتباع الرسول و لكن لو كانوا يعرفون ان

كل ذلك خطا بعد الموت و ندما على ما فعلوه

 

تقدم فالمقطع السابق الحديث عن شبهات المشركين حول الرسول صلي الله

 

علية و سلم، بعدها انتقل فهذا المقطع الي الحديث عن الاسباب =الحقيقى لتكذيبهم.

 

فإن تكذيبهم مبنى علي انكار الساعة، و جاء تقرير الساعه مفصلا بسرد و قائع تقع

 

بعد قيام الساعه امعانا فالتقرير و التوضيح، فكأن و قوع الساعه و البعث بعد الموت

 

للحساب امر مفروغ منه، و لكن ربما يلتبس عليهم صور اهل الشقاء فلا يعرفونها فجاء

 

ذكر مصير المكذبين بالساعه و السعير المتقد عليهم.

 

إن الكافر لا يريد الإيمان باليوم الآخر لأسباب عده منها

 

الأول: الإيمان بالساعه يصبح مفارقتة لما هو علية من الأمور التي اعتادها و اطمأن اليها

 

فإن كان ذا ما ل فارق هذة الملذات التي يوفرها له ذلك المال، و إن كان ذا جاة و منصب

 

فارق هذة المكانة، و إن كان ذا نفر و أتباع فارقهم و فكل هذا حرمان و شعور بالوحشة

 

والضيق.

 

الثاني: الإيمان بالساعة: يعنى تعرفة علي النعم التي اوتيها فالدنيا، فإن كان ذا

 

مال حوسب علية من اين اكتسبة و فيم انفقه. و إن كان ذا جاة و منصب ما ذا عمل به

 

وفيم سخر منصبة و جاهه. و إن كان ذا صحه معافى فبدنة سئل عن عمرة و وقته

 

وشبابة فيم ابلاة و أفناه.

 

ولا شك ان كل هذا حسب موازين و مقاييس ربانية، و جميع مخالفه فالالتزام بالمقاييس

 

يعرضة للعقوبه و الجزاء.

 

الثالث: الإيمان بالساعة: يعنى الفضيحه و التشهير و الخزى و الندامه لمن قاوم دعوة

 

الحق و كذب المرسلين. فكم كان يتبجح صاحب الدعاوي و يتطاول علي اهل الحق

 

ويستخدم سلطانة و نفوذة و ما له و جاهة لتحقير اهل الحق و النيل منهم و إذلالهم. و يوم

 

القيامه ينادي علي هؤلاء الطغاه البغاه علي رؤوس الأشهاد فيؤتي بالمتكبرين فيكونون

 

كالذر يداسون بالأقدام[2].

 

لكل ما تقدم من سبب و لغيرها لا يريد الكافر تذكيرة بالموت، و من بعدها بالساعه و ما

 

يعقبها من حساب و جزاء. ﴿ بل كذبوا بالساعة و أعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا ﴾

 

[الفرقان: 11].

 

إذن ليس المانع لهم من قبول دعوه الحق هو كون الرسول يأكل الاكل و يمشى في

 

الأسواق، او لأنة لم ينزل معة ملك يؤازره، او لأنة ليست له كنوز و جنات. فإنهم يعلمون

 

أن الله قادر علي كل هذا و أكثر، فقد زادت خيراتة و تنامت نعماؤة علي ما يتصورونة من

 

متاع الدنيا، و لكن ليس هذا هو السبب.

 

اتت  فبعض الأحاديث ان الله خير نبية ان يجعلة ملكا رسولا او عبدا رسولا فاختار

 

رسول الله ان يصبح عبدا رسولا، فتواضع للة فرفعة عز و جل فكان اشرف الأنبياء

 

والمرسلين[3]. و خيرة ان يقلب له جبال مكه ذهبا تسير معة حيث سار، فاختار ان

 

يصبح عيشة كفافا يشبع يوما و يجوع يوما، و ادخر هذا للآخرة[4].

 

المعني الإجمالى للمقطع:

 

انتقل المقطع الي ذكر الدافع الحقيقى للمشركين فتكذيب الرسول و إيراد الشبهات

 

علية و هو انكارهم قيام الساعه و البعث بعد الموت للحساب و العقاب، و كما تقدم لأن

 

فى الإيمان بالساعه هدما لملذاتهم و تنغيصا لمتعهم الهابطة، و إثاره القلق لديهم

 

فى محاسبتهم علي جرائمهم التي ارتكبوها فحياتهم الدنيا.

 

ولم تورد الآيات الكريمه الأدله العقليه علي قيام الساعه و تقرير امكانها و قدره الله عليها

 

– كما جاءت فسياقات احدث – و إنما ذكر جزاء من ينكر الساعه و يكذب و قوعها، فالنار

 

المستعره مهيأه معده لمن كذب بها، اذا ظهرت للناظر و كانت علي مرأي منهم سمعوا

 

الدوى الهائل الذي يدور فجنباتها و هى تكاد تتميز من الغيظ و الحنق من اقوال

 

المجرمين العتاه و أفعالهم و أحوالهم تجاة رسالات ربهم، كلما القي بها فوج سمعوا

 

لها شهيقا و هى تفور.

 

إنها مخلوقه كمخلوقات الله الحيه التي نشاهدها تعتورها حالات الغضب و السخط

 

وتزفر لتنفس عما فجوفها من الغيظ، و تشهق لتجذب الي جوفها افواج العتاه الطغاة،

 

إنها تتطلع اليهم و هم فطريقهم اليها يساقون الي حتفهم و هى تتلمظ غيظا و حنقا

 

عليهم، انه لمنظر رهيب يرونه، و مشاعر خائفه تسيطر عليهم، و لكن لا مناص فهم

 

يساقون اليها سوقا و يجرون اليها بالسلاسل مقرنين بالأصفاد.

 

ثم ليستقر بهم المقام ان يكبوا بها كبا علي و جوههم و مناخرهم، و تتعاظم اجسادهم

 

لتتسع دائره مس العذاب حتي يصبح ناب احدهم كجبل احد[5] و تضيق جهنم – على

 

سعتها بأحدهم حتي يصبح كالزج للرمح، فلو كانوا فتلك الحال مطلقى الأيدي

 

والأرجل لم يستطيعوا التفلت، فكيف و هم مقرنون بالأصفاد قرنت ايديهم الي اعناقهم،

 

فليس امامهم الا الدعاء بالويل و الثبور و الهلاك علي انفسهم، و علي من تسبب في

 

تحديد ذلك المصير.

 

﴿ قل اذلك خير ام جنة الخلد التي و عد المتقون… ﴾ [الفرقان: 15].

 

حسب عاده القرآن الكريم و منهجة فالتزاوج بين الترهيب و الترغيب و الإنذار و البشارة

 

جاء ذكر ما ينتظر المتقين من النعيم المخلد بعد ذكر ما اعد للأشقياء التعساء الذين

 

كذبوا بوقوع الساعه من النار المستعرة. و يأتى هذا علي صيغه الاستفهام للتوبيخ

 

والتقريع. و لما كان الدافع الحقيقى للمشركين فالتكذيب بالساعه هو تعلقهم

 

بمتعهم الدنيويه و رغبتهم فالاستمرار عليها و عدم زوالها، و الإيمان بالساعه معناه

 

انتهاؤها و زوالهم عنها. جاء التأكيد علي الخلود فمثوبه المتقين، فالجنه خالده لا

 

تزول و لا تنتهى ﴿ قل اذلك خير ام جنة الخلد التي و عد المتقون ﴾ [الفرقان: 15].

 

ولقطع دابر الظن او توهم تناوب اصحابها عليها جاء التأكيد علي خلودهم و دوامهم

 

فيها ﴿ لهم بها ما يشاءون خالدين ﴾ [الفرقان: 16].

 

ومقال الزوال و عدم الخلود نقطه الضعف فكينونه الإنسان، فهو يرغب في

 

الاستمرار و عدم الزوال، يرغب فالخلود فالدنيا و عدم الموت، و يرغب فخلود

 

الصحه علية و عدم الهرم، و يرغب فخلود الغني و عدم زوال المال عنه، و يرغب في

 

خلود الجاة و عدم الزوال عنه، و يرغب فخلود الاستمتاع و الملذات و عدم الانتهاء…

 

ولعل ابليس ادرك نقطه الضعف هذة فالإنسان فخاطب ابا البشريه ادم بقوله:

 

﴿ … هل ادلك علي شجرة الخلد و ملك لا يبلي ﴾ [طه: 120].

 

ظهر التأكيد علي الخلود مره للجنه و نعيمها و ثانيه لدوامهم بها و استمرارهم و هو

 

أقصي ما تتطلع الية الكينونه الإنسانية.

 

ثم التأكيد الثاني علي تلبيه الاحتياجات و الرغبات (لهم بها ما يشاؤون) و ما يشاؤون

 

من الملاذ من مآكل و مشارب و ملابس و مساكن، و مراكب و مناظر، و أزواج و غير ذلك

 

مما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر علي قلب بشر.

 

وهو و عد من الله قطعة علي نفسة ﴿ و عد الله حقا و من اصدق من الله قيلا ﴾

 

[النساء: 122].

 

﴿ كان علي ربك و عدا مسئولا ﴾ [الفرقان: 16].

 

وبعد تلك الصور المتقابله لشقاء التعساء و نعيم السعداء، يتجة السياق الي تحديد

 

المسؤوليات فالحياة الدنيا، لقد انزل الله الكتب، و أرسل الرسل، و منح العقول، و خلق

 

الناس علي الفطرة، و وضع جميع المقومات الذاتيه فالإنسان و خلق جميع الدلائل و البراهين

 

الكونيه لتشدة الي الهدايه شدا، و مع هذا و جد الضالون الناكبون عن طريق الحق، فمن

 

المسؤول عن ضلال هؤلاء؟.

 

﴿ و يوم يحشرهم و ما يعبدون من دون الله فيقول اأنتم اضللتم عبادى هؤلاء ام هم ضلوا

 

السبيل * قالوا سبحانك ما كان ينبغى لنا ان نتخذ من دونك من اولياء و لكن متعتهم

 

وآباءهم حتي نسوا الذكر و كانوا قوما بورا ﴾ [الفرقان: 17 – 18].

 

وبعد هذا الاستعراض للصور المتقابله لشقاء التعساء و نعيم السعداء تعرض صورة

 

لاستجواب العابدين و معبوديهم، جميع عابد و ما عبد من دون الله، سواء كان ذلك المعبود

 

صنما من حجر او شجر، او كان مخلوقا من جن او انس او ملك، او كان كوكبا من شمس

 

أو قمر، او كان مبدا من علم او قوم او و طن، او كان هوى من جاة او زعامه او… ليقفوا

 

فى صعيد و احد امام عابديهم، و يوجة الاستجواب الرهيب الي المعبودين سواء كانوا

 

علي علم بعباده هؤلاء لهم ام لم يكونوا عالمين و لا راضين ﴿ … فيقول اأنتم اضللتم

 

عبادى هؤلاء ام هم ضلوا السبيل ﴾ [الفرقان: 17].

 

شيء معروف ان لا يصبح فهذا اليوم الا مقوله الحق و الصدق، فلا يستطيع احد ان

 

يخفى شيئا او ينكر شيئا. فأما المعبودون من دون الله ممن لم يرضوا بعباده الناس

 

لهم كالملائكه و الأنبياء و الصالحين، و من مخلوقات الله التي ليس من شأنها النطق

 

فى الحياة الدنيا كالكواكب و الأشجار و الأحجار، فتقول بلسان الموضوع او بلسان الحال

 

﴿ سبحانك ما كان ينبغى لنا ان نتخذ من دونك من اولياء… ﴾ [الفرقان: 18].

 

ننزهك و نقدسك عن سفة السفهاء و جهل الجهلاء، و إننا كنا فحياتنا الدنيا نعبدك

 

ونثنى عليك الخير كله، نرجو رحمتك و نخشي عذابك، فكيف نتخذ من دونك اولياء،،

 

كيف ندعو الناس الي عبادتنا و نحن مشفقون من ذلك اليوم و المساءله فية “إننا نعلم

 

أنة لا ينبغى لنا فكيف نحاوله”

﴿

أولئك الذين يدعون يبتغون الي ربهم الوسيلة ايهم اقرب و يرجون رحمته و يخافون عذابه

 

إن عذاب ربك كان محذورا ﴾ [الإسراء: 57].

 

وإلي جانب توجية الخطاب العام للمعبودين عامة، يخص بعض الأفراد و الأجناس بخطابات

 

خاصة. فمن الذين عبدوا من دون الله عيسي علية السلام فيخص بخطاب: ﴿ و إذ قال الله

 

يا عيسي ابن مريم اأنت قلت للناس اتخذونى و أمي الهين من دون الله قال سبحانك ما

 

يصبح لى ان اقول ما ليس لى بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسى و لا اعلم

 

ما في نفسك انك انت علام الغيوب * ما قلت لهم الا ما امرتنى فيه ان اعبدوا الله ربي

 

وربكم و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت انت الرقيب عليهم و أنت

 

علي كل شيء شهيد ﴾ [المائدة: 116 – 117].

 

عرفه عباده لدي الجاهلين فيوجة لهم خطاب ايضا: ﴿ و يوم يحشرهم جميعا بعدها يقول

 

للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون * قالوا سبحانك انت و لينا من دونهم بل كانوا يعبدون

 

الجن اكثرهم بهم مؤمنون * فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا و لا ضرا و نقول للذين

 

ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم فيها تكذبون ﴾ [سبأ: 40 – 42].

 

كما جعلت اقوام بين الله و بين الجنة نسبا فعبدوهم من دون الله ليقربوهم الي الله

 

زلفى، و يشفعوا لهم عند الله، و ما دروا انهم جميعا محاسبون ﴿ و جعلوا بينه و بين الجنة

 

نسبا و لقد علمت الجنة انهم لمحضرون * سبحان الله عما يصفون * الا عباد الله

 

المخلصين * فإنكم و ما تعبدون * ما انتم عليه بفاتنين * الا من هو صال الجحيم * و ما

 

منا الا له مقام معلوم * و إنا لنحن الصافون * و إنا لنحن المسبحون ﴾ [الصافات: 158

 

– 166].

 

أما اهل الغوايه و الضلال من جند ابليس فيتبرأون من عابديهم كذلك ﴿ و لو يري الذين

 

ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا و أن الله شديد العذاب * اذ تبرأ الذين اتبعوا

 

من الذين اتبعوا و رأوا العذاب و تقطعت بهم الأسباب * و قال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة

 

فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا ايضا يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم و ما هم بخارجين

 

من النار ﴾ [البقرة: 165 – 167].

 

لقد انقشع الزيف عن الآلهه الكاذبة، و ظهرت حقيقه الداعين الي الغواية، و دعا الأتباع

 

آلهتهم علي الرغم من ظهور الحق، استجابه للأمر الرباني، حيث يبلغ التوبيخ و النكاية

 

بأهل الضلال مبلغة ﴿ و يوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا

 

لهم و جعلنا بينهم موبقا ﴾ [الكهف: 52].

 

إن فاصلا من الكرة و البغضاء يفصل بين الطرفين، و بعد ان تبرا المتبوعون من الأتباع يأكل

 

الغيظ قلوب الأتباع ﴿ و قال الذين كفروا ربنا ارنا الذين اضلانا من الجن و الإنس نجعلهما

 

تحت اقدامنا ليكونا من الأسفلين ﴾ [فصلت: 29].

 

إذن فما اسباب غوايه هؤلاء القوم و ضلالهم عن سواء السبيل، ان لم يكن للمتبوعين

 

شأن فدعوتهم الي الضلال.

 

لقد اشارت الآيات الكريمه الي الاسباب =الأساس فضلالهم و هو بطرهم و استمتاعهم

 

بما منحوا من الهبات و المزايا و المنح، و لئن كان السياق فالكفار عامه فالمشركون

 

من قريش يدخلون دخولا اوليا فهذا المجال؛ لأن السياق يخصهم و هم الذين اتخذوا

 

المواقف السابقه من القرآن الكريم و من الرسول صلي الله علية و سلم.

 

فمن صور ما منحوا ان هيا الله جل و علا لهم حياة رغيده حيث كان يجبي الي ام القرى

 

ثمرات جميع شيء يقول عز من قال: ﴿ … اولم نمكن لهم حرما امنا يجبي اليه ثمرات كل

 

شيء رزقا من لدنا و لكن اكثرهم لا يعلمون ﴾ [القصص: 57].

 

وأمن لهم رحله الشتاء الي اليمن السعيد، و رحله الصيف الي الشام المبارك، و كل

 

القبائل ترعي مكانه قريش لأنهم سدنه بيت =الله الحرام ﴿ لإيلاف قريش * ايلافهم

 

رحلة الشتاء و الصيف * فليعبدوا رب ذلك المنزل * الذي اطعمهم من جوع و آمنهم من

 

خوف ﴾ [قريش: 1 – 4].

 

وجعل لقريش

 

المكانه و الزعامه فقلوب القبائل العربية: ﴿ اولم يروا انا جعلنا حرما امنا و يتخطف الناس

 

من حولهم افبالباطل يؤمنون و بنعمة الله يكفرون ﴾ [العنكبوت: 67].

 

وكان عليهم ان يدركوا حقيقه هذة النعم و يؤدوا شكرها الي و اهبها، و لكنهم بطروا

 

وعتوا و استكبروا، و سخروا هذة النعم فالصد عن سبيل الله و محاوله اطفاء نور الله.

 

وتعذيب عباد الله. ﴿ … و لكن متعتهم و آباءهم حتي نسوا الذكر و كانوا قوما بورا ﴾

 

[الفرقان: 18].

 

لقد استحقوا بصنيعهم ذلك الهلاك و البوار، فقد خلت نفوسهم من الخير و أصبحت

 

الملذات و المتع الهابطه تسيطر علي عقولهم و مشاعرهم، و أصبحت القلوب قاسية

 

والعقول مظلمه و النفوس خاوية، انه البوار الذي لا ينتج شيئا كالأرض البور و الصحراء

 

القاحلة.

 

ويعود السياق القرآنى الي تبكيت الضالين مره اخرى، كيف كنتم تحملون هؤلاء

 

المعبودين مسؤوليه ضلالكم ها هم ربما كذبوكم فقولكم و لم يأمروكم بشيء مما

 

قلتموه، فما التوجية عندكم لما كنتم علية من ضلال، و ما المعدل الذي يعدل بكم عن

 

المصير المحتوم السيء. ﴿ و رأي المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها و لم يجدوا عنها

 

مصرفا ﴾ [الكهف: 53].

 

ولا يجدون من ينقذهم من هذة العذاب الرهيب، انه العذاب الكبير للظالمين الذين

 

اتخذوا مع الله شركاء، و كذبوا بكتابة و عادوا رسوله، و لم يرفعوا لدعوه الحق رأسا و لم

 

يلقوا لنداء الله اذنا صاغية.

 

المناسبه بين المقطع الثالث و المحور:

 

فى ذلك المقطع نوع من الاستطراد، فبعد ذكر الدافع الحقيقى للمشركين لتكذيب

 

الرسول و هو تكذيبهم بالساعه استطرد السياق الي ذكر ما يجرى للمكذبين عند

 

قيام الساعه و ألوان العذاب التي يلاقونها، و التوبيخ الذي يتعرضون له نتيجه المجابهة

 

بينهم و بين معبوديهم.

 

فالمعرفه بالمحور اذن هو ان اثاره الشبهات حول الرسول ما هو الا من باب ذر الرماد

 

فى العيون و محاوله توضيح المواقف و إخفاء الدافع الحقيقى للتكذيب.

 

الإضراب اما انتقالى او ابطالي، و يأتى الإضراب الإبطالى فصدد الرد علي الكفار

 

ومزاعمهم و معتقداتهم و غيرها. اما الانتقالى فيأتى فتقريرات الله سبحانة و تعالى

 

ابتداء و تدرجا… و هنا جاء بأسلوب الإضراب الانتقالى (الإضراب عن توبيخهم لمقولتهم

 

عن رسول الله صلي الله علية و سلم و الانتقال الي تعليل هذة المقولة) و هو اسلوب

 

عديد الاستخدام فالقرآن الكريم.

 

قال رسول الله صلي الله علية و سلم: “يحشر المتكبرون يوم القيامه امثال الذر في

 

صور الناس يعلوهم جميع شيء من الصغار…”. انظر مسند الإمام احمد: 2/ 179؛ و رواه

 

الترمذى فابواب صفه القيامة: 4/ 67، و قال عنه: حديث حسن صحيح.

 

روي الإمام احمد عن ابى هريره قال: “جلس جبريل الي النبى صلي الله علية و سلم

 

فنظر الي السماء فإذا ملك ينزل” فقال جبريل: ان ذلك الملك ما نزل منذ يوم خلق

 

قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد ارسلنى اليك ربك، قال: افملكا نبيا يجعلك او

 

عبدا رسولا؟ قال جبريل: تواضع لربك يا محمد، قال: بل عبدا رسولا”. انظر المسند:

 

2/ 231.

 

روي الإمام احمد فالمسند و الترمذى فسننة فباب الزهد عن ابى امامه عن

 

النبى صلي الله علية و سلم قال: “عرض على ربى عز و جل ليجعل لى بطحاء مكة

 

ذهبا، فقلت: لا يا رب و لكن اشبع يوما و أجوع يوما… فإذا جعت تضرعت اليك و ذكرتك،

 

وإذا شبعت حمدتك و شكرتك”. انظر المسند: 5/ 254؛ و سنن الترمذي، باب الزهد:

 

4/ 6. و قال: ذلك حديث حسن.

 

وي مسلم فصحيحة من حديث ابى هريره قال: قال رسول الله صلي الله عليه

 

وسلم: “ضرس الكافر او ناب الكافر كاحد، و غلظ جلدة مسيره ثلاث”. انظر صحيح

 

مسلم، باب النار يدخلها الجبارون، و الجنه يدخلها الضعفاء: 8/ 154.

 

﴿ سبحانك ﴾ تعظيم للة تعالي فمقام الاعتراف بأنهم ينزهون الله عن ان يدعوا

 

لأنفسهم مشاركتة فالإلهية.

 

قال اهل المعاني: “بما تقولون” الباء بمعني في. و الفاء فصيحه فقوله:

 

﴿ فقد كذبوكم ﴾ تقديره: ان قلتم هؤلاء الهتنا فقد كذبوكم فمقالتكم.

 

ما اسباب تكذيب المشركين بالبعث

, اهم سبب تكذيب المشركين

ما اسباب تكذيب المشركين بالبعث

 

 



 



 




ما سبب تكذيب المشركين بالبعث , اهم اسباب تكذيب المشركين