علاج الحسد , ما هو أفضل علاج لحل مشكلة الحسد

يعد الحسد من اقوي الشرور التي ربما يتسبب فيها شخص ما لغيره، و من شدتة ذر فالرآن الكريم و ذكر بعض الآيات المنجيات منه، و لكن فحال و قعت فريسه لحسد شديد، فإنة من اللازم البحث عن العلاج الذي يشفى صاحبة و يحمية من الحسد.

الحسد: تمنى الحاسد زوال النعمه من المحسود؛ و جاء ف“القاموس المحيط” للفيروزآبادي:

 

«حسده: تمني ان تتحول الية نعمتة و فضيلته، او يسلبهما»، و الحسد هو من الأخلاق الذميمة

 

والأمراض المهلكه التي امر الله تعالي بالاستعاذه منها؛ قال تعالى: «ومن شر حاسد اذا حسد»

 

(الفلق: 5) و لذلك و رد النهى عنه؛ فقد اخرج الإمام احمد ف“مسنده” عن ابى هريره رضى الله

 

عنة قال: قال رسول الله صلي الله علية و آلة و سلم: «لا تحاسدوا، و لا تناجشوا، و لا تباغضوا،

 

ولا تدابروا..».

 

 

هل العين حق؟

 

جاءت احاديث فالسنه تؤكد ان العين حق و لها تأثير علي المعيون -أي: من اصيب بالعين-؛

 

منها ما حكي الإمام مسلم ف“صحيحه” عن ابن عباس رضى الله عنهما، عن النبى صلى

 

الله علية و آلة و سلم قال: «العين حق، و لو كان شيء سابق القدر سبقته العين»، و في

 

“الصحيحين” من حديث السيده عائشه رضى الله عنها: “أن رسول الله صلي الله عليه

 

وآلة و سلم كان يأمرها ان تسترقى من العين”.

 

 

قال الإمام النووى ف“شرحة علي مسلم”: «فية اثبات القدر، و هو حق بالنصوص

 

وإجماع اهل السنة.. و معناه: ان الأشياء كلها بقدر الله تعالى، و لا تقع الا علي حسب

 

ما قدرها الله تعالى، و سبق فيها علمه، فلا يقع ضرر العين و لا غيرة من الخير و الشر الا

 

بقدر الله تعالى، و فية صحه امر العين، و أنها قويه الضرر».

 

 

وذكر الإمام ابن حجر ف“فتح الباري”: «الحق ان الله يخلق عند نظر العائن الية و إعجابه

 

بة اذا شاء ما شاء من الم او هلكة، و ربما يصرفة قبل و قوعه؛ اما بالاستعاذة، او بغيرها، و قد

 

يصرفة بعد و قوعة بالرقية».

 

 

هل الحسد يؤذي؟

 

قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، ان الحسد يضر صاحبة فدينة و دنياة اكثر

 

مما يضر المحسود، فيضرة فدينه؛ لأنة يجعل الحاسد ساخطا علي قضاء الله كارها لنعمته

 

التى قسمها بين عباده، و يضرة فدنياه؛ لأنة يجعل الحاسد يتألم بحسدة و يتعذب و لا

 

يزال فغم و هم، فيهلك دينة و دنياة من غير فائدة. اما المحسود فلا يقع علية ضرر في

 

دينة و دنياه؛ لأن النعمه لا تزول عنة بالحسد، بل ما سببة الله تعالي علية لا حيله فدفعه،

 

فكل شيء عندة بمقدار.

 

 

وأضاف مفتى الجمهورية، بأنة يجب علي الحاسد ان يجاهد نفسة الا يحسد احدا،

 

وإذا رأي ما يعجبة عند غيرة ان يدعو له بالبركة، فقد روي ابن ما جة ف“سننه” عن

 

أبى امامة بن سهل بن حنيف قال: مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف و هو يغتسل،

 

فقال: لم ار كاليوم و لا جلد مخبأة. فما لبث ان لبط به، فأتي فيه النبي صلي الله عليه

 

وآلة و سلم فقيل له: ادرك سهلا صريعا، قال «من تتهمون به؟» قالوا: عامر بن ربيعة،

 

قال: «علام يقتل احدكم اخاه، اذا رأي احدكم من اخيه ما يعجبه، فليدع له بالبركة».

 

 

حكم الغبطة

 

وأفاد بأنة لا ما نع شرعا من تمنى حصول كالنعمه التي عند الغير، و هى ما

 

يعرف بـ«الغبطة» او المنافسه فالخيرات، يقول الفضيل بن عياض: «الغبطه من

 

الإيمان، و الحسد من النفاق، و المؤمن يغبط و لا يحسد، و المنافق يحسد و لا يغبط».

 

 

علاج الحسد

 

ونصح مفتى الجمهورية، بأن من ظن فنفسة و قوع الحسد من الغير عليه؛ فينبغى عليه

 

أولا: ان كان يشتكى من مرض ظاهر ان يطرق باب التداوى طبا؛ و هو -أي: التداوى من

 

الأمراض- من الأمور المشروعة، و ربما حث الشرع عليه، فقال صلي الله علية و آلة و سلم:

 

«إن الله عز و جل انزل الداء و الدواء، و جعل لكل داء دواء؛ فتداووا، و لا تداووا بحرام» رواة ابو

 

دواد، و البيهقى ف“السنن”، و الطبرانى ف“الكبرى”.

 

 

واستأنف: و علية بعد هذا ان يراعى عده امور؛ اولا: ان يحصن نفسة بالرقية، ثانيا: الدعاء

 

أن يصرف عنة السوء و العين و الحسد؛ فالدعاء من اقوى العبادات؛ فعن النعمان بن بشير

 

رضى الله عنة قال: قال النبي صلي الله علية و آلة و سلم: «الدعاء هو العبادة»، بعدها قرأ:

 

«وقال ربكم ادعونى استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين»

 

[غافر: 60]. اخرجة احمد، و أبو داود، و الترمذي، و ابن ما جه.

 

 

واستدل بقول الله تعالي فشأن القرآن: «وننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين»

 

[الإسراء: 82]، و ربما اجاز الرسول صلي الله علية و آلة و سلم الرقيه بأم القرآن، فقد روى

 

البخارى عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه: ان ناسا من اصحاب النبى صلي الله عليه

 

وآلة و سلم اتوا علي حى من احياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك، اذ لدغ سيد اولئك،

 

فقالوا: هل معكم من دواء او راق؟ فقالوا: انكم لم تقرونا، و لا نفعل حتي تجعلوا لنا جعلا،

 

فجعلوا لهم قطيعا من الشاء، فجعل يقرا بأم القرآن، و يجمع بزاقة و يتفل، فبرا فأتوا بالشاء،

 

فقالوا: لا نأخذة حتي نسأل النبى صلي الله علية و آلة و سلم، فسألوه، فضحك و قال:

 

«وما ادراك انها رقية، خذوها و اضربوا لى بسهم».

 

 

وواصل: و صح ان النبى صلي الله علية و آلة و سلم كان يعوذ بعض اهلة يمسح بيدة اليمنى

 

ويقول: «اللهم رب الناس اذهب الباس، اشفه» اخرجة البخاري، و يقول ايضا: «أعوذ

 

بعبارات الله التامة، من كل شيطان و هامة، و من كل عين لامة» اخرجة البخاري،

 

وفى حديث عثمان بن ابى العاص الثقفى لما شكا الي النبى صلي الله علية و آله

 

وسلم و جعا يجدة فجسمة منذ اسلم، فقال له الرسول صلي الله علية و آلة و سلم:

 

«ضع يدك علي الذي تألم من جسدك، و قل: باسم الله، ثلاثا، و قل سبع مرات:

 

أعوذ بالله و قدرته من شر ما اجد و أحاذر» رواة مسلم. و غير هذا من نصوص الرقية

 

الثابته عن رسول الله صلي الله علية و آلة و سلم.

 

 

حكم العلاج بالرقية

 

ثالثا: و أجاز جمهور الفقهاء العلاج بالرقيه بالقرآن و بما رقي بة النبى صلي الله علية و آله

 

وسلم و بما شابهه؛ قال الإمام الزيلعى ف“تبيين الحقائق”: «ولا بأس بالرقى؛ لأنة عليه

 

الصلاه و السلام كان يفعل ذلك، و ما جاء فية من النهى عنة علية الصلاه و السلام محمول

 

علي رقي الجاهليه اذ كانوا يرقون بعبارات كفر»، و قال الإمام ابن الحاجب المالكى في

 

“جامع الأمهات”: «تجوز الرقيه بالقرآن و بأسماء الله تعالي و بما رقي بة علية السلام و بما

 

جانسه»، و قال الإمام الشافعى ف“الأم” (7/ 241، ط. دار المعرفة): «لا بأس ان يرقي

 

الرجل بكتاب الله و ما يعرف من ذكر الله»، و قال الإمام البهوتى ف“كشاف القناع”:

 

«ولا بأس بحل السحر بشيء من القرآن، و الذكر، و الأقسام، و الكلام المباح».

 

 

طلب الرقيه من الصالحين

 

رأي مفتى الجمهورية، انه لا حرج فطلب الرقيه من الصالحين؛ فقد روي الإمام مسلم في

 

“صحيحه” عن السيده عائشه ام المؤمنين ضى الله عنها قالت: “كان رسول الله صلي الله

 

عليه و آلة و سلم يأمرنى ان استرقى من العين”، و روي الإمام الترمذى ف“سننه” عن

 

أسماء فتاة عميس قالت: يا رسول الله، ان و لد جعفر تسرع اليهم العين؛ افأسترقى لهم؟

 

فقال: «نعم؛ فإنه لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين»، و منها: ان لا يعمل جانب

 

الأوهام و الظنون فالناس، فلا يجوز للمسلم ان يسيء الظن بإخوانة و يتهمهم بأنهم

 

حسدوة لمجرد مصادفة احداث تقع، ربما لا يصبح لها علاقه بمن يظن فيهم ذلك، و منها:

 

عدم طرق ابواب المشعوذين و الدجالين لصرف السحر و العين؛ فالدجل و الشعوذه من

 

المحرمات؛ قال الإمام ابن الحاج المالكى ف“المدخل”: “قال الإمام ابو عبدالله المازري

 

رحمة الله: ينهي عن الرقي اذا كانت باللغه العجميه او بما لا يدري معناة لجواز ان يصبح فية كفر”.

 

 

وأردف: و قال الإمام ابن جزى المالكى ف“القوانين الفقهية” -فى اشاره لهذا-: [يجوز تعليق

 

التمائم و هى العوذه التي تعلق علي المريض و الصبيان و بها القرآن و ذكر الله تعالي اذا خرز

 

عليها جلد و لا خير فربطها بالخيوط كذا نقل القرافى و يجوز تعليقها علي المريض و الصحيح

 

خوفا من المرض و العين عند الجمهور و قال قوم لا يعلقها الصحيح و أما الحروز التي تكتب

 

بخواتم و كتابه غير عربيه فلا يتجوز لمريض و لا لصحيح لأن هذا الذي بها يحتمل ان يكون

 

كفرا او سحرا”.

 

 

واستطرد: و قال الإمام النفراوى المالكى ف“الفواكة الدواني” : [(و) لا بأس كذلك بالرقية

 

“الكلام الطيب” من غير القرآن حيث كان عربيا، و مفهوم المعني كالمشتمل علي ذكر الله

 

ورسولة او بعض الصالحين، و لعل ذلك هو المراد بالطب لا الحلال لعدم مناسبه المقام، و أما

 

ما لا يفهم معناة فلا تجوز الرقيه به]، و قال الإمام النووى الشافعى ف“المجموع شرح

 

المهذب”: “إن رقي بما لا يعرف او علي ما كانت علية الجاهليه من اضافه العافيه الي الرقى

 

لم يجز و إن رقي بكتاب الله او بما يعرف من ذكر الله تعالي متبركا بة و هو يري نزول الشفاء

 

من الله تعالي فلا بأس به”.

 

 

وأكمل: و قال الإمام المرداوى الحنبلى ف“الإنصاف”: “يحرم طلسم و رقيه بغير عربي.

 

وقيل: يكفر. و قال ف“الرعايتين”، و الحاوي: و يحرم الرقى و التعويذ بطلسم و عزيمه و اسم

 

كوكب و خرز، و ما و ضع علي نجم من صوره او غيرها”.

 

 

ولخص المفتى قائلا: و بناء علي ما سبق فإن العين لها تأثير علي الإنسان بـ الحسد

 

كما و رد فالقرآن و السنة، و ينبغى علي الحاسد ان يبتعد عن ذلك الخلق الذميم المنهي

 

عنة شرعا؛ فالحسد يضر الحاسد فدينة فيجعلة ساخطا علي قضاء الله، و يضرة في

 

دنياة فيجعلة يتألم بحسدة و يتعذب و لا يزال فغم و هم، و علي المؤمن ان يعلم انة لا

 

يضرة الحسد الا ما قدرة الله عليه، فلا يجرى و راء الأوهام و الدجالين، و ينبغى علية ان

 

يحصن نفسة و أهلة بقراءه القرآن و الذكر و الدعاء.

 

 

علاج الحسد

أفضل حل لعلاج مشكله الحسد




علاج الحسد , ما هو أفضل علاج لحل مشكلة الحسد